طبعة ثانية من «أدرينالين» للفلسطيني غياث المدهون :
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، الطبعة الثانية من «أدرينالين»، المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر الفلسطيني المقيم في السويد غياث المدهون. تتجه قصائد «أدرينالين» لمواجهة العالم من خلال مانيفستو شعري للاجئٍ يسكنه الوطن وتعيش بداخله تفاصيله البعيدة وتلك الحاضرة في مشهدٍ مُركَّب من الحرب والدمار والحب والوحدة، هنا في لحظةِ التراجيديا السورية، حيوان مفترس يُسمى البحر الأبيض المتوسط. يقول الشاعر عن تجربته في هذا الكتاب: «أنا أتكئ في نصوصي على التجريب، الجمل حمّالة الأوجه، والتناقضات التي يحتملها المعنى. أعيد تشكيل البديهيات معتمداً على الأدوات التي طورتها من خلال المتابعة الدؤوبة لمعارض الفن المعاصر حول العالم، الفن هو المصدر الرئيس لنصوصي، ومن خلاله أحاول أن أمتلك أدوات جديدة، هاجسي في ذلك الاختلاف والفرادة. اللغة عندي ليست أكثر من وسيلة لتشكيل بنية النص، أما الغاية فهي أن تكون القصيدة مراوغة، القصيدة كما أراها إنما هي انعكاس للذاكرة والتجارب والأفكار التي عشتها على مرآة مهشمة». كأنَّ القارئ لشعر غياث المدهون سيكون عليه البحث عن شظايا تلك المرآة وتجميعها، لا استبعاد لاحتمال أن تجرحنا تلك الشظايا، فقصيدة المدهون لا تعكس سوى ما يجري حولها، ما حولنا من حروبٍ ومآسٍ وواقع ممزَّق تغرق الكثير من أجزائه في الدماء. تحضر مدينة دمشق بشكل واضح في الكتاب، ليست كمدينة للذاكرة والذكريات فحسب، وإنَّما بوصفها المدينة التي تسكن الشاعر ويشعر في بعدها، أو بالأحرى في بعده عنها بكلِّ هذا اليتم: حين غادرت دمشق، كنت أنا ثابتا في مكاني، وكانت دمشق تبتعد، هذا تحديداً الذي حاول أينشتاين أن يقوله في النظرية النسبية، والذي حاول ويتمان أن يقوله في أوراق العشب، والذي حاولت أنا أن أهمسه في أذنكِ حين كنت تحاولين أن تحبّيني. يكتب غياث نصاً مُتخفِّفاً من الاستعارات ولكنه لا يتورط أبداً بالمباشرة. يعتمد التداعي السردي للأفكار ويركز على المواربة في انتقاء المفردات التي تساعده في تفكيك ذرات الماء وتقديمها لنا. فبدلاً من أن يقول ماء، على سبيل المثال، نجده يقول.H2O يتكلم عن الفيزياء والكيمياء ويستند إلى قوانينهما ليثبت لنا فساد الطبيعة. شعر المدهون هو العاطفة التي لا توفر الراحة، متقد حتى أعمق أليافه المعجمية والنحوية، لا شيء يتم وضعه في منظوره الصحيح، باستثناء الوجود الفردي الخاص، في النهاية، العديد من الأصوات تتحدث بصوت الشاعر، وخصوصاً الأموات. في «أدرينالين» المجموعة الشعرية الرابعة لغياث المدهون والتي جاءت في 98 صفحة من القطع الوسط، نحن أمام شاعر وسارد وقاص وروائي وسينمائي وعالم فيزيائي ومخبري ومحلل سياسي. يذكر أنَّ «أدرينالين» إلى القائمة الطويلة لـ «جائزة أفضل كتاب مترجم إلى الإنجليزيّة» في فئة الشِّعر لسنة 2018. الجائزة التي أُسِّست في الولايات المتّحدة الأمريكيّة سنة 2008، ضمّت قوائمها لهذه الدورة 37 عملًا أدبيًا، توزّعت كالتالي: 25 رواية مترجمة، و12 مجموعة شعريّة.
ذات الشّعر الأحمر» لأورهان باموق بالعربية :
صدرت عن دار الشروق في القاهرة ترجمة عربية لرواية ذات الشعر الأحمر للأديب التركي أورهان باموق، الحائز جائزة نوبل للآداب عام 2006، بتوقيع المترجم جلال فتّاح رفعت. يأخذ باموق قارئه عبر 380 صفحة إلى بلدة صغيرة على بعد 30 ميلاً من إسطنبول، مستخدماً أسلوب الفلاش باك في استرجاع الماضي القريب من ثمانينيات القرن العشرين، حيث الانقلابات والأحداث السياسية المشتعلة من خلال علاقة إشكالية بين حفّار آبار ومساعده الصغير الأهوج، ويظل البطل يبحث في هذه الرواية التي تحمل الكثير من الأبعاد والإسقاطات السياسية عن بديل للأب الذي اختفى في ظروف غامضة، فتتطور علاقته مع حفّار الآبار قبل أن يتعرض هو الآخر لحادث غامض يغيّر من نمط حياته بعد لقائه بذات الشعر الأحمر. في جنبات الرواية التي فازت بجائزة جوسيبي توماسي دي لامبيدوسا الإيطالية في نسختها الرابعة عشرة عام 2017، ثمة علاقات متداخلة وصور متعددة للعلاقة المتوترة بين الأجيال (الآباء والأبناء) كما يبدو الجانب السياسي واضحاً، فيما يحضر الجانب الرومانسي في دواخل الشخصيات بقوة أكبر، عبر سلسلة متداخلة من الأساطير والمشاعر الإنسانية.