عمان صدر للكاتب الكويتي محمد حميد أسد مجموعة قصصية بعنوان «حديث الروح»، عن دار المعتز للنشر والتوزيع عمان. اهدى المؤلف المجموعة، وهي الأولى له، للقارئ قائلا «إذا كان هناك من احد يستحق فعلا أن اهدي له هذه المجموعة القصصية فهو فقط من يمسك بها الآن بين يديه نعم انتم وحدكم... وفقط». تضم المجموعة «11» قصة قصيرة تحت عنوان «تراث للبيع، ثقافة مهجورة، شمعة مجنحة،ظهور النور، متقاعدون، حديث الروح، 20 دينار، على الطريق 16، الشوكي ابن التين صبار، اجساد .. مر.. مر، افلاس.. افلاس». تدور احداث القصص في مدن مختلف عربية واجنبية ما بين مصر وسوريا وفيتنام والكويت، وغيرها من مدن ، حيث يقول المؤلف إن المجموعة هي عبارة «رسائل متصلة منفصلة بالمضمون، فكل قصة تتناول جانب من جوانب الحياة التي نعيشها؛ كانت البداية مع قصة «تراث للبيع» والتي تتناول فقدان الهوية بفقدان فلسطين والتي لم يعد من بعدها شيء له قيمة في حياتنا كعرب؛ لذلك تعمدت وضع الحوار على لسان يهودي مصري وجعلته من البداية يحفر الكوسى والتي لن يذوق طعمها وبذلك أوجدت رسالة بأن حتى اليهود الأصيلين من ذرية الأسباط الاثنا عشر قد خسروا». وأشار الكاتب الى انه تناول الوضع الاجتماعي والسياسي في كما في قصة «شمعة مجنحة»، التي تناولت فيها القضية السوريا وما عم فيها من خراب بنوع من الألم الممزوج بالسخرية الاجتماعية، حيث اشارت الى الوضع تحت القصف في الشتاء على لسان عائلة أحد أمراء الحرب، وقد جسدت سوريا بالشمعة التي تحترق وتخبوا شعلتها بأيادي من يستنيرون ويتدفؤون بها. وفي مقدمة المجموعة يقول أسد حين كانت الصور تحمل الاف القصص، وحين بات الكتاب يدونون الأخبار وينقلونها للقراء عبر الاف الكلمات كل من زاويته الخاصة، حملنا الكاميرا الفوتوغرافية ورحنا نجوب البلدان بحثا عن الصور لنسرد محتوياتها بقصص قصيرة ممتعة بأسلوب نقد كوميدي ساخر أحيانا وبشيء من الغموض في حين اخر، طمعا منا بسرد ارثنا الخاصة كما يفعل الكثيرين بكتابة التاريخ وفق ميولهم الشخصي ومعتقداتهم الدينية او السياسية او الاقتصادية، وكأننا نحاول كشف المستور الظاهر للعيان والذي يمر عليه البعض دون اي اهتمام يذكر. المؤلف يقول إن هذه ليست المجموعة القصصية أول فقد سبق له ان كتب مجموعة من المؤلفات ولكن بسبب تكاليف الطباعة الباهظة لم يستطيع نشرهم منها ما يتناول أدب الرحلات المصور أو التنمية البشرية التي تحتوي رسومات تتطلب الطباعة الملونة بالإضافة لكتب تخصصية في نقد الأفلام السينمائية. من اجواء القصة التي تحمل اسم المجموعة «حديث الروح»، هذا الحوار: «- أو تدري لم اعشق وجودك؟ - أعلم يا حبيبتي كم انت متيمة بذلك العنتر المجنون. - ليتك حقا تدري كم اشتاق الى انفاسك، واحرس الطرقات في غيابك، علك تطل عليها متحننا بنظراتك، وثغرك الباسم. - عيناي ارهقهما طول السفر، وظلمة السهر، وكثرة النظر لنور القمر. - هل تعرف؟ أنه يعجبني الشعور بأنك صاحب الرفعة والسعادة وأكون أنا طفلتك المدللة. - ربما لا تدركين كآبة المنزل وأنت تسكنين خارجه».