عرار:أن تردي الوضع بما يدور حولنا من تغيرات وصراعات وتطورات ما هو الا نتيجةحتمية لتغييب  المثقفعن الاخذ بزمام المبادرة
إن تردي الوضع بما يدور حولنا من تغيرات وصراعات وتطورات ما هو الا نتيجةحتمية لتغييب المثقف عن الاخذ بزمام المبادرة , لأن المبدع ما هو الا مرآة يعكسمن خلالها نبض الحياة , وتتسع رؤآه عندما يضيق الافق السياسي والاقتصادي ,لذلك ومن منطلق  النهوض بمستوى الوعي الجماهيري والذي هو أهم بكثير منالوعي النخبوي خاصة في خضم التغييرات والثورات التي تطالب وتنادي  بالحرية والعدالة وتساوي الفرص فلا بد للمثقفين بأن يتبؤوا دورهم الريادي المأمول .

وقد انعكست هذه الحالة على خشبات المسارح العربية والتي يعاني الكثير منها من التردي والجفاء والنكران في البعض منها لولا هبة المثقفين ودعواتهم لعقد المؤتمرات والندوات لتثبيت وترسيخ وإبراز دور المسرح في حياة الشعوب .
وقد اسهمت تجربتي وإشتراكي بمسرحية الحلاج من خلال مهرجان المسرح الاردني في دورته العشرين بتوضيح للكثير من الحقائق أهمها أن الشعب الاردني يؤمن بدور المسرح بالحياة لما يعكسه من رؤيا صادقة وجريئة تمتعت بسقف كبير من الحرية مست واقع الحياة ونالت رضى الجمهور وانحياز كبير تجاه المسرح والفن .
وهذا مؤشر واضح لدور المثقف والمبدع وأهميته في نشر الوعي الثقافي والسياسي في المجتمع , فالمسرح منبر مهم جداً في ترسيخ وتجسيد الحالة العامة للمجتمع وقد غيرت خشبة المسرح قوانين كانت خاطئة في بعض الدول العربية مثل مصر في إحدى الحقب المنصرمة .
وبالرغم من أن ما يقارب ال 75 % من جمهور المسرح في المهرجان كانوا من المهتمين بالوسط الفني والمسرحي سواء كانوا فنانين أو إعلاميين أو مصورين إلا اننا نشعر بالرضى وإن كان يشوب هذا الرضى الكثير من التقصير من الهيئات الداعمة للحركة الثقافية والمسرحية في الاردن والتي نأمل ونتطلع لدعم المبدعين سواء كانوا فنانين أو كتاب ليقدموا إبداعاتهم بأعمال ونصوص قادرة على مجارات الواقع وتقديم مشاكله ونقدها لأن أهمية المسرح تكمن بأهمية القضية التي يطرحها حتى لا يكون الفن والمسرح عبئاً على كاهل الدول والحكومات , فلا بد من إعطائه دوره الحقيقي ليعكس حالة المجتمع وقضاياه ليتم إعادة النظر لتصحيح ومعالجة كثير من المشاكل والمفاهيم والآفات التي لم تفلح الهيئات المختلفة في طرحها ومعالجتها .