حداد والبوريني وأبو الهيجاء قرأوا شعرًا ونثرًا امتزج بموسيقى الكواملة
عرار:
إربد في أمسية شعرية أدبية نظمها فرع رابطة الكتاب في إربد بالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي، والتي امتزج إيقاعها بموسيقى الفنان نديم الكواملة، شاركت فيها الكاتبة والإعلامية الزميلة رنا حداد بنصوصها النثرية، بمشاركة الشاعر حسن البوريني بقصائد من قديمه، فيما أدار مفرداتها وشارك فيها الشاعر عمر أبو الهيجاء وسط حضور كبير من المثقفين والمهتمين. واستهل الفنان الكواملة بتقديم معزوفات على آلة الأروغ لأغاني أم كلثوم حازت على إعجاب الحضور وتفاعلوا معها لرشاقة العزف والتناغم الذي بدا واضحا من خلال القراءات الشعرية والنصوص النثرية أثناء مرافقه للقراءات بالعزف. القراءة كانت للكاتبة حداد حيث قرأت مجموعة من النصوص النثرية التي اشتبكت فيها مع المعطى اليومي والتراثي وما عايشته من الحكايات تناقلتها من الأجداد والآباء، فكان «حفنة نور» كتابها الأول الذي بوابة الدخول إلى عالم الكتابة والذي من الاتكاء على الماضي واستحضاره بقالب أقرب إلى القصّ بمفردات مشحونة بدفق المشاعر والأحاسيس الصادقة، فقرأت من مثل:»المفتاح، نصوص شهر أيلول، والضرس الأخير...» وغير ذلك من التوقيعات الصغيرة والمكثفة ولم تخلو من عنصر السخرية والدهشة في قفلات النصوص وكان هذا واضحا في نص «الضرس الأخير» ونلاحط في نصوص أيلول مسحة شعرية شفافة. من أجواء ما قرأ تقول في نص لها»أيلول /يا وجعي/أتحسس قلبي/ولا أجد سوى هذا الثقب/أنا فقط أحتاجك» وتقول أيضا «في أيلول/مطرقليل/حنين كبير/وجع كثير/الغروب يحمل وجهك، كذلك تفعل المدينة/وحدي في انتظار تشرين حزينة/مد ضوءك حتى ينير الدرب/وأحتفي بالمطر/أبعد عن شتائي القهر/يغادر «أيلول» والصبر/مد لي صوتك وحديثك /امنحني وجهك ووهجك». وواصلت قراءتها بعفوية فقرأت نصا بعنوان «لا مفتاح» وهو أقرب القصة القصيرة ومما جاء فيه:»الباب مفتوح لهم، لكنهم لا يدخلون..نظام عاملي جديد، جاءت صباحا، نثرت جديلتها..ودخلت باب الشيطان، انتهت ، صرخت،وأزاحت بضعة خصل من جبينها، استفاقت من سبات الأوهام وهي بحضن الشيطان...». من جهته قرأ الشاعر حسن البوريني صاحب ديوان «ما خلفته الريح، وجرار الدمع» باغت الجميع بقراءة نصوصا شعرية قديمة من ديوانه «همسات من بقايا روح» قصائد تمحورت حول الذات والوجدانيات التي تميزت بروح شغوفة مشفوعة بمعنى الحب وطقوس المرأة وشؤونها، شاعر قنّاص للرؤيا، وذهب بنا عبر قصائده»المرقص المهجور، وشايةٌ، الحظّ الكسيح، غُرباء، آهاتُ ليل، حبّذا، مخلفات حبّ»، فكان كما يقول في قصيدة «مخلفات حب» كأنه الجن بوريني، شاعر لايترك مجالا للمتلقي إلا أن يسحبه إلى أدراجه ويتأمل تباريح روحه وقلبه المشفوع بمطر الكلام ودلاء الشعر. ومن قصيدة «مخلفات حبّ» نقتطف منها :»عفاريتٌ تدقُّ الآنَ جُمجُمَتي/وبالأقداحِ قَد جالَتْ شياطيني/وشيخُ الجنِّ يعشقُني /كأن الجِنَّ (بوريني)/فبِينِي كيفما شئتِ/فكفُّ الدّهرِ يا ليلايَ/قَد هزّتْ فناجيني/رسالةٌ إلى قلبي الشّقي/ ساجلدُ ظهرَكَ حتى تئوبْ/وتقسمُ حقّاً/بأنكَ قصداً/أخذتَ شراعي لموجٍ غضوبْ».فيما قرأ الشاعر عمر أبو الهيجاء صاحب ديوان «معاقل الضوء» الصادر حديثا في طبعته الثانية، مجموعة من القصائد الجديدة من مثل:»بين عاشقين، سيرة الأصابع، تلويحة، في البيت الزجاجي، في محرابها» وغير ذلك من القصائد التأملية.من قصيدة «سيرة الأصابع» التي أهداه لصديقه الشاعر حسن البوريني نقتطف منها»بعيدا/تمضي في التراب/لم تترك الناي وحيدا يئن/كانت جرارك تفيض بالدمع/و كنت مثل فراش السهول/ترسم إيقاعا بريئا في حكمة الريح/ وما خلفته سلاسل الريح/كنت ذاكرة تسرب منها ملح الأصدقاء/لم تترك عصا الوقت/كشخص مريض بالقتل/يسرد الميتين في خرائط الطين/بعيدا/ يذهبون بك من بحر اللغة/باتجاه نهوند الأيام/الأيام التي كنتها/على هيئة الطير ولم تنزو/في غموض الأسئلة/لم تنزو/بعيدا/غريبا/في محطات الغبار/كنت فاتحة العشق/أول النهار/هي الأصابع تشير يا شبيهي بالحلم/..و لا كلام/تأخذك لمياه اللحظة/مغتسلا بالرؤيا/وجلال.. القصيدة». إلى ذلك وزع رئيس الفرع الباحث عبد المجيد جرادات والسيدة فايزة الزعبي سفيرة النوايا الحسنة شهادات التقدير على المشاركين.