|
عرار:
عن مركز حرمون للدراسات، ودار ميسلون للتوزيع والنشر صدر كتاب (لذة الرؤيا / المكونات السردية بين التوظيف والإيحاء) للناقد “محمد طه العثمان” وهو الكتاب النقدي الثالث له، بعد كتاب “البعدالثاني”، وكتاب “توق النص وافق الصورة”. يعالج الكتاب المؤثرات المجتمعية والشعبية والتاريخية في الرواية العربية عبر نماذج مختارة من روائيين عرب من مختلف البيئات. ومما جاء في مقدمة الدراسة: فقد انصب اهتمامنا في هذه الدراسة عن المُوحي والمؤثر في توجيه الدفة السردية للرواية العربية عند جيل الرواد ثم في الجيل المعاصر، فحاولنا المشاكلة بهذه الدراسة بين كُتّابٍ من مختلف الأجيال والأمصار، والتّحدث عن جوانب ما زالت غير واضحة للقارئ العربي من حيث قلة الدراسات التي عالجت إيحاء هذه المؤثرات بالذات، فكانت هذه الدراسة لتبحث في مصدر طاقات التفجع والألم في النزيف السوري كما في رواية (حقول الذرة) للسوري سومر شحادة التي كشف فيها مكامن المأساة التي يعيشها الإنسان السوري في ظلال الحرب والمحرقة في سورية حتى أوصلت روحه إلى الخراب بعد الخراب الذي حصل للبلد، ووقفنا على رواية ثانية عالجت جوانب أخرى من هذه المأساة، وهي علاقة العائلة الواحدة بعضها ببعض ضمن حوادث الموت اليومية والمجانية، هي رواية (الموت عمل شاق) للروائي السوري خالد خليفة، الروائي الذي خلق مساحات وتجارب سبرت الواقع، وخلقت عالمًا سرديا موازيًا لمأساة الواقع وانقسامه. وقد دعتنا الرغبة إلى الاقتراب من عوالم وتجارب شابة مهمة في السودان والجزائر عبّرت عن مكونات إرثها التاريخي والحضاري، بعد أن أصبح لها بصمة مميزة، وحققت حضورًا لافتًا وفاعلًا في هذا المنحى على وجه الخصوص من مثل الروائي السوداني حمّور زيادة في روايته (شوق الدوريش)، والروائي الجزائري الصديق حاج أحمد الزيوني في روايته (كاماراد) . إن تموضع التعبيرات والمعتقدات الشعبية وما يماثلها في البناء التركيبي الذي شكّل هذه الروايات جعلتنا ننطلق أيضًا في هذه الدراسة من نقطة بعيدة في العمق، لنكشف عن تجلياتها الواضحة في التأثير في المتلقي، فحكايات استعباد الشعوب كما في رواية (مدينة الرياح) لموسى ولد ابنو، وجعل المجتمع البسيط أغلبه يعامَل معاملة العبيد، أدى إلى ظهور نمط حكائي عميق وطويل في توصيل الفكرة، فكان السعي الدائم للبحث عن حريّة الإنسان في روحه قبل حرية الجسد، هذا أيضًا ما جعل (بخيت في رواية شوق الدرويش) يتحرر من جسده الفاني إلى الحب الروحي عندما حاول البحث عن ذاته بعد سقوط الدعوة المهدية في السودان، فتحول في الرؤيا الجديدة من عبد محارب إلى درويش صوفي راءٍ. فأبرز ما ظهر في هذه الروايات هو محليتها؛ لا بصفتها امتدادًا للرواية العالمية التي عنيت بالحديث عن مأساة الشعوب بصفة عامة من مثل الخلود والموت، أو الحب و الخيانة، والحرب والسلم.. إلخ. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 05-01-2018 09:04 مساء
الزوار: 875 التعليقات: 0
|