صدرت حديثاً مجموعة مسرحية للكاتب العُماني نعيم فتح نور تحت اسم «قلوب ضريرة». وجاء الإصدار في مئة وخمس صفحات من القطع المتوسط، وضمَّ ثلاث مسرحيات هي: «قلوب ضريرة»، «دموع على الرصيف»، و»المعاناة». وقد ناقش الكاتب عددا من القضايا في مسرحياته، فتطرق في المسرحية الأولى إلى قضية التفرقة بين الأبناء، والجشع الذي قد يؤدي إلى أن يظلم الأخ أخاه. وناقش في المسرحية الثانية عقوق الوالدين، وقدرة الأم على المغفرة لولدها مهما صدر منه من عقوق تجاهها. أما المسرحية الثالثة فتناولت قضية التدخين الذي ابتُليت به مجتمعاتنا، وما ينجم عنه من آثار ومآسٍ تحطم عائلات بأكملها. يقول نعيم فتح نور على لسان شريفة إحدى شخصياته في مسرحية «قلوب ضريرة»: «الآن، يا علي، يا ولدي، عرفتُ أنّ العمى ليس عمى العيون وإنّما عمى القلوب؛ فالقلوب التي تربّت على الحقد وحبّ الذات والأنانية والكره لا ترى يا ولدي غير الكره والحقد». وشريفة هذه خسرت ولديها بعد أن ربتهما على الجشع، وعملت على التفرقة بين علي (ابن زوجها) وأبيه، فكان مآلها أن تخلى عنها ولداها الجشعان، ولم تجد سوى علي في محنتها بعد أن كبرت وألقى بها ولداها في مأوى العجزة. ويتحدث على لسان محمد الذي أُصيب بمرض السرطان نتيجة إدمانه تدخين الشيشة: «أرأيت يا أخي هلال كيف أنه لا فائدة تُرجى من السيجارة وما شابهها؟ فاحرص يا أخي كلّ الحرص على حياتك ومستقبلك، ولا تجعل من نفسك عبداً لها. انظر إلى معاناتي، وخذ منها درساً، وابتعد عن السيجارة ولا تصاحب من يدخنها. هذه وصيّتي لك يا أخي». وقد صدرت المجموعة عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان- الأردن. ونعيم فتح نور هو كاتب عماني، عضو في مجلس إدارة الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء. كُرّم في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في مملكة البحرين (2014). حصل على المركز الأول في مسابقة المنتدى الأدبي العمانية مرتين (2010،2013)، والمركز الأول في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي على مستوى دول الخليج العربي (2017)، ولديه ثمانية مسلسلات بُثت على أثير الإذاعة العمانية. وقد وصف مجموعته هذه بأنها «محاولة للوصول إلى قلوب أطفالنا من خلال عالم المسرح المتوهج».