|
عرار:
المفرق - نظم «بيت الشعر» بمدينة بالمفرق مساء أمس الأول، أمسية شعرية للشاعرتين: مرام العمري و كرامة شعبان، أدار مفرداتها الشاعر عاقل الخوالدة مدير ثقافة محافظة إربد، بحضور السيد فيصل السرحان مدير البيت وحشد من المثقفين والمهتمين، وتميزت الأمسية الشعرية التي عاينت أوجاع الحاضر من وجهة نظر نسوية وعبرت عن رؤية الشاعرة العربية لقضايا الفرد والأمة. مدير الأمسية الشاعر الخوالدة أشار إلى النجاح الذي حققه «بيت الشعر» في المفرق كجزء من المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والدور الذي يلعبه بيت الشعر في التعريف بالمنتج الشعري وبناء علاقات متينة بين الشعراء خدمة لمسيرة الأدب واللغة العربية و إتاحة الفرصة للقاء الشعراء وتبادل الخبرات والسمو بالتجربة الشعرية العربية المعاصرة. هذا وقد استهلت القراءة الأولى الشاعرة كرامة شعبان بقصيدة «آنية للمَطر الأخير» بلغة محكمة البناء والمعنى، متأملة الوقت والخوف الذي الحياة الإنسانية، شاعرة صاحبة رؤى جديدة عكستها من خلال مرآة الروح والقلب على واقع مؤلم ومتأزم. من قصيدتها «آنية للمَطر الأخير» التي تقول فيها: «في قفلِ بابِكَ مفتاحانِ من صدَأ/عَناكبُ الوَقت والخوف الذي كبرا/يا سَيّدَ البابِ ما في البابِ مِن حَرَس/ظِلّينِ جئنا مع النّور الذي عَبَرَا/في دهشَةِ القلبِ أوجاعٌ مُؤجّلةٌ/حتّى يمرّ بِيَومِ الحربِ منتَصِرا/النّاظرونَ إلى إزميلكَ ارتبكوا/ما للتّماثيلِ في كفّيكَ ليس تُرَى/كأنَّ غيما نبيّا جاءَ جلّلها/والصّوت شدَّ على أفواههم وَترا/وأنتَ تعصبُ عينَ الماء ترمقني/ترى طَريقا إلى الغاباتِ مُختَصَرا/دُلَّ الحِصانَ على كَهفٍ يَموتُ به/وانثر رؤاكَ على عينيّ لستُ أرى/قَلبي عَلى النَّار في سيخٍ أقَلّبهُ/طيرا لحُبّ إذا ما مسّهُ.. نَفرا/أصابعُ الشّمسِ أعصابٌ مُقَطّعةٌ/والبَحرُ يُحرقُ في تَقويمِها قَمَرا». إلى أن أطلقت صرختها تنادي: «ناديتُ في البَحر: يا موسَى وقد حَملتْ/بنتُ الصّدى لِغَد من مهدِهِ أثرا/مَن فَرّ بالشّعر في تاريخ أشرعتي/مَن مرّ بالبال سروًا طالَ وانكسرا/مَن أحرقَ الكوخ والأحلامُ نائمة/وجفّف النّهر حتّى جئتني مَطرا/يا خوفي الطّفل دُلّ اسما على رجلٍ/إن أدركَ السّر ألقى في دمي حجرا/قد ودّعوه وفي الأحلامِ مُتّسع/للعائدين إلى أحلامهم شَجرا/بي جَوعةُ الحوتِ لكن لستُ أفعلها/حتّى يردّ على آثارهم خبَرا». ومن جانبها قرأت الشاعرة مرام العمري جملة من قصائدها التي أرادت أن لنا ترسم لوحات إنسانية تستقرئ دواخل شؤون وطقوس المرأة التي خزائن قلبها تغصُّ بحزن معتق ما يكفيها ويغرقها بالألم، شاعرة تفيض بدهشة القول الشعري الذي في متونه الكثير من التفاصيل والجرأة في الطرح من خلال الوقوف على أطلال كل امرأة مسّها الحزن فاحتملت وزر الحياة. منها قصيدة (لا تفتح الباب) التي تقول: «عندي من الحزن ما يكفي ليغرقَني/ويغرقَ الناسَ لكن لستُ أعترفُ/إذا أفَضْتُ قتلتُ القوم دون يدٍ/حسبي من الصمت أكبادٌ لها طرَفُ/مَدَدْتُ ثغري أمام الناس أحسَبني/إذا مشيتُ على البسْماتِ لا أقفُ/هذي المتون إذا حمَّلْتُها احتملتْ/كيْ لا تمنّ على أحمالنا كتفُ/ظننت أني لجمت الثغر فانفلتت/كلُّ الظنون وخانتْ صمتها الصُّدَف/ما خلتُ أني مع الكتمان أكشفني/فما أقول لجُرحي حين ينكشفُ/وما أقول لوردٍ في الخدود ذوى/بأيِّ قلب يواسي يبسها الأسفُ/فإن رأيتَ على القسْمات مأتمَها/لا تسأل الرمشَ والأيتامَ قد نُدِفوا/لا تفتح الباب خلف الباب أجوبة/كليمها السرُّ مذبوحا بما نزفوا/عندي بلادٌ من الأنات أذرعها/وحدي أناء الجوى إن حثه الشغفُ». إلى أن تستشرف شمس الضحك فتقول: «ما قلت هانت ستدنو شمسُ ضحكتنا/ ويُهزَم الغم إلا عادني الكلفُ/لو كان يُنسى بهجرٍ ما لزمتُ فمي/وما رأيتَ شحوبا صاغه الدّنفُ/أيُّ المواعيد ألغي بعدما نقشتْ/في ناظر العين تبكيْ صدقها الغرفُ/أي الأصابع أمحو كي تعودَ يدي/ملكي ورعشتُها للوصلِ تنصرفُ/ما كان أجملنا حبا وأقربنا/والقلب راضٍ فلا بعدٌ ولا وجفُ/إن شئتُ أقطف من أضلاعه سكنا/دنى وقال : كذا القبلاتُ تُقتطفُ/ كم عبَّ دلَّا وكم أسقى الجوى غزلا/والآنَ أين الهوى قلب الهوى خزَفُ/قدْ جاذب السحرُ روحي ثم فارقها/كأنَّني الذنب مأخوذا بما اقترفوا». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 23-06-2023 11:11 مساء
الزوار: 320 التعليقات: 0
|