لقاء يحتفي بالباحث والأديب هاني الهندي وقراءات إبداعية جديدة
عرار:
نضال برقان
استضاف ديـوان الهريـس الثقـافي، الباحث والأديب هاني الهندي، في حوارية أدبية تناولت مفاصل من تجربته الأدبية، كما تضمن اللقاء مجموعة من القراءات الإبداعية لكوكبة من المبدعين، وذلك خلال لقائه الإبداعـي الدوري، يوم الاثنـيـن الماضي، في مقره بمنطقة الهاشمي الشمالي في عمان. وتحدث الهندي في الحوارية عن مفهومه لأدب المقاومة والأدب الملتزم، وعن أهمية الكلمة في مواجهة العدوان، بخاصة في ظل العدوان الصهيوني الغاشم على فلسطين، وتطرق إلى علاقته مع الموروث الشعبي بوصفه حافظا للهوية الجمعية. ومن ثم تطرق إلى مسيرته الإبداعية، التي أصدر خلالها مجموعة من المؤلفات، منها: أطفال المنفى (شعر) 1987، الدمار (بحث) 1994، محطات في تاريخ القضية (دراسة) 1997، القباب في ذاكرة الشيوخ (دراسة) 2006، الحزن في الأغنية الشعبية الفلسطينية (دراسة) 2006، من ريحة البلاد (دراسة) 2019، هم البنات للممات (دراسة) 2020، مخيم المحطة أيام زمان أوراق وذكريات (دراسة) 2023، فاطمة حتى التعب (مجموعة قصصية 2024. ومن ثم قرأ الهندي قصيدتين وقصة قصيرة. والهندي أحد مؤسس (أسرة الأدب الجديد)، عام 1990، وهو عضو مؤسس في نادي الثقافة والإبداع عام 1993، وعضو سابق في الهيئة الإدارية لنادي الروّاد الثقافي، إضافة إلى عضويته في رابطة الكتّاب الأردنيين والاتّحاد العام للأدباء العرب. وشارك الأديب والنقد محمد رمضان الجبور بمداخلة نقدية حول تجربة الهندي الإبداعية قال فيها: لا شك أن التجربة الإبداعية للقاص والباحث والشاعر هاني الهندي تجربة غنية وذات جوانب إبداعية متعددة، وهي تجربة نابعة من تجربته الحياتية إذا ما صح الوصف، وهي تجربة تستحق التوقف وتسليط الضوء على بعض جوانبها، والمتابع للقاص والباحث هاني الهندي يرى أنه قد كرّس وقته وجلّ حياته الأدبية فيما يستجد من هموم في القضية الفلسطينية. وهناك إصرار لدى الكاتب والباحث هاني الهندي على تتبع التراث وحفظه خوفا من اندثاره وضياعه فالتراث يُعد جزءاً لا يتجزأ من تكوين المبدع، وقد ظهر اهتمام الأديب هاني الهندي بالتراث في أكثر من عمل من أعماله الأدبية والبحثية. كما شارك الناقد محمد المشايخ بمداخلة تطرقت إلى جوانب من تجربة الهندي الإبداعية. الجزء الثاني من اللقاء تضمن قراءات إبداعية، استهلها الشاعر عبد الكريم هندي بقصيدة بعنوان «أهل فلسطين»، ومما جاء فيها: «لَأَنتم قادةُ الأمة/ وأوَّلُ هذه الأمة/ وباقي الناسِ في القيعان/ وأنتم في أعالي العز فَوقَ الكل في القِمَّة/ ضَربتُم أروعَ الأمثال/ ووعدَ الصدق أوفَيتُم وما ضَعُفَت لكم هِمَّة/ ورُغمَ الجرح والتنكيل/ ورغم الجوعِ والتضييقِ وظُلمِ الناسِ والغُمَّة...». أما الشاعر والإعلامي عبد الرحمن الخوالدة فشارك في قصيدة (العز في هامٍ زهت بشعار)، ومما جاء فيها: «يا دار شمسك زينت لي داري/ وغدت تزف المجد بالأشعار/ هزي إلينا بالقريض بطولة/ فالمكرمات تدور حيث تداري/ لك أن تتيهي عبر أفلاك الدجى/ فالطهر فيك كَوارفٍ ودثار/ في آل هاشم حكمة لأولي النهى/ سهم يخمّد جذوة الأخطار/ أوفوا على زمن الصعاب فضيعوا/ دون النوازل ريبة لغبار...». وكانت المشاركة التالية للشاعر حسن منصور عبر قصيدة (المصير) وفيها يقول: «فلسطين ليست متاعا يُباع/ ولا صفقة خضعت للحسابِ/ ولكنها الأرض والعرض والناس هذي الثلاثة دون انشعابِ/ ولن تنحني للغزاة جباه/ ولن يكسر الروح فعل اغتصابِ...». أم الأديب محمد حافظ فقرأ نصا بعنوان (حلمٌ لاح لي)، وفيه يقول: «ليلٌ تمادى، وريحٌ توشوشُ للشّجر../ وسقطُ المياه من المزرابِ/ نايٌ يئِنُّ لوقعِ المطر.../ فضاءٌ رحيبٌ، يُهلّلُ للغيمِ/ والغيمٌ في إثرِ بعضٍ/ غيمٌ يضاحكُ نجمًا/ وغيمٌ راوغَ القمر.../ رؤيا راودتني، أثارت النفسَ، وغالَبَها الحنينُ وحلّ بها الشّجن.../ طارتْ الرّوحُ بعيداً/ إلى الدّارِ والأهلِ/ إلى الحاراتِ والأصحابِ/ ودربِ الوطن..». واختتم اللقاء بالشاعر إسلام علقم، الذي قرأ قصيدته «فلسطين قالت»، وفيها يقول: «الموتُ ماتَ/ وَلَمْ تَزَلْ حَيًّا/ تُراقبِكَ النّوارسُ والحَمام.../ الموتُ ماتَ/ ولم تزلْ قنديلَ ما تحتَ الرّمالِ/ تُضيءُ ما فوقَ الرّمالِ/ بلا اندثارٍ/ أو ختام.../ أنا يا حبيبي/ يا شهيدي/ يا جريحي/ عُدْتُ من غيبوبتي أصحو عليكَ/ وعدتُ أفهمُ ما نطقتَ وما كتبتَ/ وما فديتَ/ وطالَ عمري ألفَ عامٍ...».