ويرى د. أنور عبد الحميد الموسى في كتابه «علم الاجتماع الأدبي.. منهج سوسيولوجي في القراءة والنقد» أننا نجد في التراث النقدي العربي القديم نقداً للمجتمع وسلوكياته، كما الحال في كتاب «البخلاء» للجاحظ غير أن علم الاجتماع الأدبي كفن حديث لم تتحدد معالم نضجه قبل روبير أسكاربت ولوسيان جولدمان وتلاميذه.
*اتجاهان
وللمنهج الاجتماعي اتجاهان غالبان متوازيان ومتباعدان في الوقت نفسه، أولهما: الاتجاه الكمي الذي يعتمد على الإحصائيات والتحليلات في تقييم الأدب، وثانيهما: المدرسة الجدلية التي ابتعدت عن «الكم» في التقييم واقتربت من «الكيف» وقدم منظرها جورج لوكاتش مصطلح «رؤية العالم» ويعني الاتصال بين البنية الدلالية والوعي الاجتماعي، والمصطلح المذكور تبناه رائد البنيوية التفكيكية جولدمان وطبقه في دراساته.
استناداً إلى ما سبق يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بعلم الاجتماع الأدبي بوصفه ثمرة تدخل علم الاجتماع بالأدب، فضلاً عن التعرف إلى تاريخ هذا العلم وتطوره، وصولاً إلى الأزمنة الحديثة، مع دراسة أشهر الاتجاهات في الدراسات السوسيو أدبية ومتفرعات علم الاجتماع الأدبي، كعلم اجتماع الإبداع الأدبي وعلم اجتماع اللسانيات وعلم اجتماع النشر الأدبي.
المصدر: الخليج