|
عرار: عمان - جمال عياد - معز بن طالب، ممثل تونسي، خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، يشارك ممثلا في الدورة الرابعة لمهرجان طقوس المسرحي، بمسرحية «خيرة» من تأليف نور الدين الورغي، وإخراج ناجية الورغي، وانتاج مسرح الأرض لعام 2011، والتي قدمت أمس على مسرح محمود أبو غريب، في المركز الثقافي الملكي. هل تحدثنا عن طبيعة دورك في هذه المسرحية؟ أقدم دور الأخ، الذي خرج من السجن بعد سنوات طويناها من الاعتقال، وهو يخرج باحثا عن أخته، ولكن لا يجدها في بيتها، بسبب بحثها عن إبنتها الصغيرة «خيرة» التي داستها جنازير دبابة النظام السابق، حيث تفقد أخته عقلها بسبب ذلك، ويحاول هو اقناعها بأن ابنتها قد ماتت، ولكنها ترفض أن تصدق ذلك، وفي سياق الأحداث لاهي تقتنع بمحاولات أخيها، ولا هو يستطيع اقناع اخته بالعدول عن بحثها الدائم عن ابنتها، في روضة أطفال، حيث انها كانت قبل أن تدوسها جنازير الدبابة، تحلم بأن تدرس ابنتها في هذه الروضة، ولكن حالة الفقر الدائم تحول ودون تحقق حلمها هذا. اتجاه الأداء بالنسبة للشخصية التي تقدمها، إلى أي جهة تعبيرة تطرحها؟ الأداء هنا ينبثق من رؤية ومنهجية فرقة مسرح الأرض، المتمثلة في الانشغال على ذاكرة الإنفعال وبخاصة الذاكرة الجماعية، باتجاه البعد النفسي، المفاد من الواقع الذي ينبثق منه مسرح الأرض، في ريف الشمال الغربي التونسي، حيث أن رسالة تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي، كان موضوعها (المرأة والأرض، في مسرح الأرض، ناجية الورغي نموذجا)، وهذه الدراسة سهلت نوعا ما، تقمصي للشخصية، مع أول تجربة للممثلة ناجية الورغي في ميدان الإخراج، حيث اشتغلنا ضمن فريق لمدة شهرين. كيف كان الاشتغال؟ اشتغلت على حالة الشعور الوجداني لدى الممثل، وحالة التكيف مع الفضاء المسرحي، بفعل الجهود الكبيرة والموصولة من المخرجة ناجية الورغي، والمؤلف نور الدين الورغي، ومساعدة المخرجة منيرة زكراوي، التي لها حضورا قويا كممثلة في أعمال مسرح الأرض، وبمشاركة الممثلة سعيدة الحامي، ضمن فريق المسرحية. بعد انتهاء العروض الخاصة بالمسرحية، ما هي خياراتك ومشاريعك المستقبلية؟ أنا الآن أعمل مع المخرج فاضل الجزيري على مسرحية «صاحب الحمار»، عن نص ثورة صاحب الحمار، لعز الدين المدني، وهو عمل يضم 27 ممثلا، وتتناول رسائله مسألة الثورة الآن من حيث الصراع على السلطة، وحب التملك، وقد مررنا في تمارين وبروفات طويلة منذ ثمانية أشهر، دونما استراحة. كيف تقيم هذا العمل كونه يجيء بعد ثورة الربيع العربي؟ أول معطى هو أن هذه المسرحية، هي ردة فعل، من فريق العمل،على رأسه فاضل الجزيري، على ما وقع في تونس، وما سوف يحدث مستقبلا، كرسالة نطرحها بشكل فني، ابداعي، للأحزاب السياسية، والسلطة الحالية. ما هو الدور الذي تجسده، وما طبيعة أدائك في هذه المسرحية الجديدة؟ يؤسفني بأني لا أستطيع التحدث عن هذا الدور، كون ان هناك وعدا للمخرج بعدم الحديث عن ادوارنا، إلا بعد تقديم المسرحية للجمهور، وهي ستكون العرض الافتتاح في مهرجان أيام قرطاج المسرحي في السادس من كانون الثاني المقبل. هل المسرح في تونس الآن، مختلف عما قبل ثورة الربيع، ولماذا؟ - المسرح بعد الثورة، لم يظهر بعد، عدا بعض المحاولات التي جاءت كردة فعل آنية، خالية من العمق، فأنا كممثل تونسي، أرى أنه آن الآوان لكي نتحدث بصدق عن واقع المجتمع التونسي، لأن سقف الحريات ارتفع كثيرا فجأة، لذلك يجب أن نهدي لهذا الشعب الذي قدم القرابين الغالية من الشهداء، أن نهديه ما يستحقه من نسمات ثورة (14 جانفي)، الشعب ينتظر ثقافة بديلة أخرى تخرج من بوتقة، الرقابة والوصاية، والإستسهال الفني، ومن جهتي أدعو كافة الفنانين في تونس للتوحد، وبناء ثقافة بديلة، تجعل من تونس منارة في صفوف الدول العربية والعالمية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 22-12-2011 09:55 صباحا
الزوار: 1791 التعليقات: 0
|