|
عرار: عرار:للكتاب أهميته لأربعة أسباب، فأولا يعتمد على الوثائق التي تعد أحد الأدوات المهمة في عملية التأريخ، صحيح أنه لا يمكن أن يدعي أحد أن الوثائق وأي يكن مصدرها تحظى بمصداقية مطلقة، ولكنها أفضل الأدوات المتاحة لكتابة الحوادث التاريخية، على الأقل تظل أفضل من المرويات والشهادات وحتى الوسائط الإعلامية التي يندر أن تخلو من التحيز أو الميل للتوجيه، ثانيا، يتناول الكتاب مرحلة مهمة في تاريخ الأردن، فهو يرصد الوثائق البريطانية المتعلقة بالأردن منذ 1946، عام الاستقلال وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية، وحتى العام 1952 الذي شهد انتقال العرش من الملك طلال إلى الملك الحسين، وبداية تأسيس الأردن الحديث، ثالثا، تنتمي هذه الوثائق للدبلوماسية البريطانية صاحبة التاريخ العريق والخبرة الواسعة، وهي تختلف عن الوثائق الأمريكية التي يغلب عليها الطابع الشخصي والآراء السطحية، فالدبلوماسية البريطانية في النهاية وريثة عصر المستعمرات، ورجالها خدموا لسنوات طويلة بين شعوب متباينة وثقافات مختلفة، وعادة هم حياديون ومتحفظون، ويحاولون دائما البحث عن الكلمات المناسبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح الإمبراطورية، ورابعا، فالكتاب من تأليف سليمان الموسى، المؤرخ المحترف والمثقف المنفتح، بوطنيته وانتمائه البعيد عن شبهة الانسياق وراء الشعارات والمزاودات، بما يجعله في تصديه لهذه المرحلة بمثابة المرجع الذي يتمكن في النهاية من تحقيق التوازن بين المادة التاريخية والرؤى الوطنية، دون أن يقع في اغراء الأيديولوجيا والتأويل المتكلف للتاريخ. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 30-10-2011 10:08 صباحا
الزوار: 3264 التعليقات: 0
|