|
عرار:
نظم «بيت الشعر» بمدينة المفرق مساء الأربعاء الماضي، أمسية شعرية استضاف من خلالها الشاعر سمير قديسات والشاعر حمودة الجبور، وأدار مفردات الأمسية الدكتور ماجد السرحان وسط حضور من المثقفين والمهتمين. وقد تجلّت في الأمسية جماليات الحس الشعري وتلقائية والبوح وهندسة التي يصحبها الشعور المتناغم والحالة الشعرية، حيث قدم الشاعران من فيض وجدانهما أبهى حلة من القصائد العربية الفصحية التي استمتع بها جمهور بيت الشعر أيما استمتاع. واستهل القراءة الأولى الشاعر سمير قديسات يقصيدة حملت عنوان «الإمارات» والتي فيها شجونه وتجلياته الروحية والعشقية للإمارات، يقول في قصيدته: «بهذي الأرض كالسبع المثاني/ سما نخل الزمان مع المكان/ إمارات كأن الله ربي/ أراد لها الإمارة كلّ آن/ ونفرح حين نذكرها بفخر/ ويملأ خمرها كأس المعاني/ وترتشف القصيدةَ مثل أنثى/ وفي الأشعار تعشقها الأغاني/ أبا ظبي ونذكر من بناها/ ومشّاها على درب الجنان/ وتشمخ في دبي بكل فخر/ مبانيها وتسحرك المباني/ إذا ما الشمس تشرق كل يوم/ بشارقة المشاعر والبيان/ لها في كل قافية حضور/ وأول ما يرتلها وثاني/ وفي عجمان كحل عيون شعري/ وقلبي من محبتها يعاني/ وفي جلفار يشمخ كلّ رأس/ بخيمتها وتملؤها الأماني/ وللقيوين حيث تكون أم/ تدثرنا بألوان الحنان/ أحن إلى الفجيرة كلّ فجر/ وتشتعل الحروف على لساني/ بهذي الأرض كالسبع المثاني/ وجدت عيونها تتدلعان/ وقالت لي القصيدة أين بحري/ فقلت لها بشارقة البيان. والشاعر سمير قديسات كتب الشعر الفصيح (العمودي والتفعيلة) والشعر النبطي والشعبي والموال الأردني والأغاني والأناشيد في 23 ديوان شعري، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة بيت الشعراء في الأردن. إلى ذلك قرأ الشاعر حمودة الجبور مجموعة من قصائده باثا إحساسه المرهف وتجلياته الشعرية تجاه الحياة ومسترجعا شريط الذكريات للطفولة، من خلال تقديمه مجموعة من القصائد التي اشتبكت مع المعطى اليومي والذات الشاعرة. ومن قصيدته «مَشهدٌ مُربِكٌ» نقتطغ منها:جُحودُ أبٍ وتنهيداتُ طِفْلِ/ ودَبُّورٌ يُهَدِّدُ بَيْتَ نَحْلِ/ وشَوكٌ قد تَفيّأَ ظِلَّ وَردٍ/ وعَيشٌ يُبتَغَى بِقَبولِ ذُلِّ/ وخَيلٌ أُخضِعَتْ لِثقيلِ حِملٍ/ ونَصرٌ باتَ مَرهوناً بِبَغْلِ/ ونَذلٌ عُدَّ بينَ النّاسِ حُرّاً/ وليسَ النَّذلُ مَنسوباً لِأصلِ/ وذَيْلٌ يُصدِرُ الأفكارَ تَترى/ ورَأسٌ أُلحِقتْ بِمكانِ ذَيْلِ/ وضَبْعٌ يَستَحِلُّ عَرينَ أُسْدٍ/ وأُجبِرَتْ الأُسودُ على التَّوَلّي/ وعَتمٌ يَستبيحُ خُيوطَ نُورٍ/ وبَدرٌ يَستحيلُ بِهِ التَّجَلّي/ تُبارَكُ لَوْثَةٌ في أهلِ رِجْسٍ/ وتُمتَهَنُ الطَّهارَةُ في مُصَلِّ/ حَكيمٌ يَزدَريهِ ذميمُ قَوْمٍ/ وتُتَّبَعُ الغِوايَةُ في مُضِلِّ/ ويُؤخَذُ رَأيُ خَوّارٍ بِحَربٍ/ وتُستَثنَى الحُلولُ بِأهلِ حَلِّ/ وبَذلٌ يُرتَجى من ذي قُتورٍ/ لِتُمنَعَ فُرصَةٌ لِعَظيمِ فَضْلِ/ وحافٍ كم تَشَدَّقَ في حَديثٍ:/ بِأن داسَ الوَرى بِقَديمِ نَعْلِ». إلى يقول فيها:» ونَهرٌ نابِعٌ من قَعرِ وادٍ/ يَصُبُّ الماءَ في جَبِلٍ مُطِلِّ/ فَصيحٌ لِسانٍ استَهواهُ صَمتٌ/ لِيَسأَلَ أخرَساً: ما الخَطبُ قُلْ لي/ يُعاني الحَقُّ من طُولِ انتِظارٍ/ إذا دَرَجَ العِبادُ على التَّبَلّي/ زمانٌ تَستفيضُ بِهِ الدَّنايا/ وقد مَلَّ الجَوابُ كَثيرَ سُؤْلِ/ تَنوءُ حَصافَةٌ بِذَوي اقتِدارٍ/ وتُبدِعُ فِكرَةٌ بِقَليلِ عَقْلِ/ وأفظَعُ ما يُواجِهُ ذو وفاءٍ/ عَدُوّاً يَختفي بِلِباسِ خِلّ».ِ والشاعر حموده الجبور يكتب الشعر منذ أربعين عاماً، وشارك بعدة مهرجانات في الأردن مثل مهرجان القيصر الدولي ومهرجان الحصاد. هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بالتغطية الإعلامية المتلفزة، ونذكر بأن بيت الشعر مازال مستمر بإقامة أمسياته الشعرية الدورية مستضيفاً في كل أمسية شاعرين من الشعراء المحليين وصولا لكافة الشعراء في الأردن ويعمل على اكتشاف المواهب الشعرية الجديد، ومتنقلا في أمسياته في مدن المملكة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 21-02-2022 09:15 مساء
الزوار: 820 التعليقات: 0
|